السبت، 3 سبتمبر 2011

الشيخ نديم الجسر مفتي طرابلس لبنان وكتابه " قصة الإيمان" نبذة بقلم إحسان العتيبي الأردني

نبذة عن كتاب "قصة الإيمان" للأستاذ نديم الجسر
بقلم الأخ إحسان العتيبي الأردني 

المصنف
لم أجد له ترجمة فيما وجدت من المراجع ، و"الجسر" عائلة تركية هاجرت إلى بلاد الشام واستوطنوا "لبنان" وفيهم من اشتغل بالعلم والأدب.
الكتاب

قام هذا الكتاب على الحيرة والشك في وجود الله تعالى، وفيه تقويةٌ لمذهب بعض كفَّار الفلاسفة الذين يوجبون الشك قبل الإيمان، وعلى هذا بُني الإيمان عندهم. (ص17-18-19... ).

في الكتاب ثناءٌ ومدحٌ للفلاسفة وطريقهم. فاسمع -مثلاً- إلى الشيخ "السمرقندي" وهو يقول لتلميذه الحائر "البنجابي": " وارحمتاه لكم يا شباب هذا الجيل ، أنتم المخضرمون بين مدرسة الإيمان من طريق النقل، ومدرسة الإدراك من طريق العقل، تلوكون قشوراً من الدين! وقشوراً من الفلسفة، فيقوم في عقولكم أن الإيمان والفلسفة لا يجتمعان، وأن العقل والدين لا يأتلفان، وأنَّ الفلسفةَ سبيلُ الإلحاد... وما هي كذلك يا ولدي، بل هي سبيلٌ للإيمان بالله من طريق العقل! الذي بني عليه الإيمان كله! ، ولكن الفلسفة يا بنيَّ بحرٌ على خلاف البحور، يجد راكبه الخطر والزيغ في سواحله وشطآنه! والأمان والإيمان في لججه وأعماقه!. أ.ه**(ص21).

وفيه تزكيةٌ للخلوات الصوفية والانقطاع عن الناس من غيرِ عذرٍ شرعيٍّ وبغيرِ زادٍ إيمانيٍّ ، فها هو "الشيخ الموزون السمرقندي" يحدثُنا عنه أهلُ قريته "خرتنك" أنه " منقطعٌ منذ أكثر من خمس سنوات إلى العبادة في البساتين التي حول مسجد الإمام - (أي: البخاري رحمه الله) - ولا يأوي إلى المسجد إلا إذا أَسدل اللَّيلُ سترَه ، فينام إذا كان الصيف في "الروضة" عند ضريح الإمام! وفي الشتاء يأوي إلى غرفةٍ صغيرةٍ تطل على الضريح! لا يدخلها عليه أحدٌ أبداً ، وقد حاول كثيرٌ من النَّاس أن يتصلوا به فما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، بل نحن أهل القرية لا نتصل به، وإنما نوصل إليه طعامه مع "خادم المسجد" فيضعه له في سياج البستان من غير أن يراه! " . أ.ه**(ص20).

وبعد أن يمدح المؤلفُ أئمةَ الفلسفة - المنتسبة للإسلام - كالغزالي وابن رشد وأبي العلاء المعرِّي، ينتقل لمدح الفلاسفة الغربيين أمثال "باكون" و"ديكارت" و"باسكال" و"مالبرانش" و"لوك"... وقد وصفهم الشيخ السمرقندي بأنهم "مؤمنون بالله، ما فيهم إلا واحدٌ متشكِّكٌ وآخرُ يؤمن بالله ولا يدري كيف يصفه" وقال أيضا: " وسوف ترى أن ثمانية من العشرة -(أي: من الفلاسفة الغربيين) - تلاقَوْا مع الذين حدثتك عنهم من فلاسفة المسلمين على الإيمان بالعقل! والإيمان بوجود الله ووحدانيته، وعلى البراهين الدالة عليه تلاقياً يكاد يكون حرفيًّا! ". (ص 123).

والكتابُ كلُّه قائمٌ لإثبات وجود الله تعالى بطريق العقل، والتوحيد الذي ذكره فيه هو توحيد الربوبية، بينما أهمل الجانبَ الآخرَ وهو الأهمُّ وهو " توحيد الألوهية" وهو الذي دعا إليه الأنبياءُ أولاً، وكَفَر به المشركون ، فأما "الربوبية" وإثبات الخالق المدبر الرازق فما كانوا ينكرونه.

فائدة(1)

قال شيخ الإسلام رحمه الله: أما التوحيد الذي ذكره الله في كتابه، وأنزل به كتبه وبعث به رسله، واتفق عليه المسلمون من كلِّ ملَّةٍ كما قال الأئمة، شهادة أن لا إله إلاّ الله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما بيَّن ذلك بقوله { وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ } [البقرة /163] فأخبر أن الإله إله واحد، لا يجوز أن يُتخذ إله غيره، فلا يُعبد إلا إيَّاه، كما قال في السورة الأخرى { وَقَالَ الله لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ } [ النحل/51 ]، وقال { لَا تَجْعَلْ مَعَ الله إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولًا } - إلى قوله - { فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا } [الإسراء/22-39]... والشرك الذي ذكره الله في كتابه إنما هو عبادة غيره من المخلوقات، كعبادة الملائكة أو الكواكب أو الشمس أو القمر أو الأنبياء أو تماثيلهم، أو قبورهم، أو غيرهم من الآدميين ونحو ذلك مما هو كثير في هؤلاء الجهمية ونحوهم ممن يزعم أنَّه محقٌّ في التوحيد، وهو مِن أعظمِ النَّاس إشراكاً. أ.ه**"التسعينية" (ص208).

فائدة (2)

قال الشيخ عبد الرحمن المحمود حفظه الله: وفي عصرنا الحاضر تأثَّر بهذا المنهج مَن تربى على كتب الأشاعرة والماتريدية، وما شابهها من كتب أهل الكلام، فتجدُ هؤلاء يؤلِّفون كتباً كثيرةً في العقيدة، ولكن جل اهتمامهم منصبٌّ على تقرير توحيد الربوبية، فإذا كتبوا عن الطب وأسرار الإنسان، أو عن الكون وآفاقه، أو عن الجبال، والبحار، أو النبات، أو الحيوانات أو غيرها، وما في دقة صنعها من دلائل قدرة الله تعالى يبرزون هذه الجوانب ليصلوا في النهاية إلى دلالتها على وجود الله، ووجوب الإيمان به، والردِّ على الملاحدة الذين ينكرون وجود الله أو يقولون بالدهر أو الطبع أو يؤلِّهون العلم. ولا شك أنَّ هذه جهود طيبة ومفيدة لفئات كثيرةٍ تأثَّرتْ بإلحاد الغرب أو الشرق، ولكن الخطأ فيها يكمن في ناحيتين:

الغلوُّ في إخضاع نصوص الوحي - من الكتاب والسنَّةِ - لتوافق النظريات العلمية الحديثة، وهذا الغلوُّ فضلاً عن أنَّه ينمُّ - في الغالب - عن روح انهزامية، إلا أنَّه أيضاً قد يجرُّ إلى تحريفٍ أو تأويلٍ لبعضِ الآيات أو الأحاديث، وإغفالٍ لما قاله الصحابة وجمهور السلف في تفسير هذه النصوص.

إغفالها للجانب الأهمِّ في التوحيد، وهو توحيد الألوهيَّة، لأنها تنتهي عند حدِّ إثباتِ وجود الله وعلمه وقدرته فقط، ولا تشرح بشكلٍ مفصَّلٍ ومركَّزٍ أنَّ على العبد إذا أقرَّ بربوبيَّة الله ووحدانيَّته أنْ يفرده بالعبادة والطاعة، وأنْ يخلص في توحيده لله بأنْ يشهد أن لا إله إلا الله وأنَّ محمَّداً رسولُ الله، وأن لا يصرِف أيَّ نوعٍ من أنواع العبادة ؛ من الصلاة ، والدعاء ، والخوف ، والخشية ، والرغبة ، والرهبة ، والنذر ، والاستغاثة ، والاستعانة ، والرجاء ، والمحبة إلا لله تعالى، وأنْ يحذَر مِن الوقوع في أيِّ نوعٍ مِن أنواع الشرك الذي يُبطل عملَ الإنسان وتوحيده ولو كان مقرّاً بأنَّ الله هو الخالق الرازق.

والعجيب أنَّ بعض هؤلاء الذين وقعوا في هذا الخطأ - خطأ التركيز على توحيد الربوبية وإغفال توحيد الألوهيَّة - وصل بهم الأمرُ إلى اعتبار البحث في موضوع إخلاص العبادات لله، وشرح ما يضادها من أنواع الشرك من الأمور المستنكَرة ؛ لأنَّها تؤدِّي إلى التفرقة بين المسلمين، وتكفيرِ بعضهم، والغلوِّ في جزئياتٍ لا ينبغي الوقوف عندها، وهكذا أصبح البحث والدعوة إلى تحقيق التوحيد، وسدِّ طرق الشرك والتحذير من وسائله حمايةً لجانب التوحيد الذي دعا إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من الأمور التي لا تُعجبُ كثيراً مِن هؤلاء إنْ لم تُثِرْ سخطَهم. والله المستعان. أ.ه**"موقف ابن تيمية من الأشاعرة" (3/978-979).

انتهى

الجمعة، 25 فبراير 2011

كفاك كذباً وزيفاً وتلبيساً يا عائض القرني فهذه هي حقيقة ابو الكلام



كفاك كذباً وزيفاً وتلبيساً يا عائض القرني 

 فهذه هي حقيقة ابو الكلام
!
ـــــــــــــــــــــ

قال المبتدع المتلون " عائض القرني " ... في مقالته المعنونة تحت اسم : " الشباب صناع التغيير " ... والمنشورة في جريدة " الشرق الأوسط " ... بتاريخ الثلاثاء 19 / 3 / 1432 هـ ـ 22 / 2 / 2011 م .

(
كنت قبل أسبوع في الهند مع بعض الدعاة السعوديين ، فزرنا خمس جامعات في ولاية كجيرات وجمعية العلماء بنيودلهي وندوة العلماء بلكنو ، فوجدنا شبابا مؤمنا بالله جمع بين دراسة صحيح البخاري والـ " فيس بوك " ، بين التسبيح وتعلم الكيمياء ، بين اتباع السنة ودراسة الكون ، وكان أستاذهم في الهند الدكتور أبو الكلام الفيزيائي المسلم المصلي الذي اكتشف القنبلة الذرية ، فأكرمه الشعب الهندي بأن توجه رئيسا للهند ، كان عنده معمل فيزيائي معه ثمانية موظفين ، إذا أذن المؤذن ترك العمل ، وذهب إلى المســجد ، وهذا الذي نريده من الشباب ) .

التعليق :

الدكتور أبو بكر زين العابدين عبد الكلام آزاد ، مشهور باسم " عبد الكلام " ، وهو رئيس سابق للهند ترتبيه الحادي عشر في تولي هذا المنصب من بين رؤساء الهند حيث ترأس الهند من 2002 وحتى 2007 .
عرف عنه احترامه للديانات الأخرى كالهندوســــــية والسيخية !!! ، قال عنه المؤرخ الهندي " براكريتي غوبتا " : " إن عبد الكلام يقرأ القرآن والنصوص الدينية الهندوسية بتقوى مماثلة كل يوم " .

ارتبط " عبد الكلام " بعلاقات طيبة مع الكيان الصهيوني ، إذ زارها أكثر من مرة في إطار التعاون العلمي والعسكري بين الدولتين .

عرف عنه بتوجهاته العلمانية ومحاولته طيلة السنوات حياته ألا يظهر على الساحة العلمية والسياسية الهندية بصفته مسلما بل إنه أعلن أكثر من مرة أنه يقرأ الكتب الدينية جميعها ومن بينها الهندوســـــية ويحرم على نفسه أكل اللحوم ويدعو إلى النظام الغذائي المعتمد على النباتات !!! .

وصل إلى رئاسة الهند بعد أن رشح رسمياً للرئاسة !!! من قبل الائتلاف الهندي الحاكم بزعامة حزب " بهاراتيا جاناتا " القومي الهندوسي ، وحزب المؤتمر الهندي اكبر قوى المعارضة .

وكوفئ مبرمج الصواريخ وصاحب القنبلة النووية الهندية أن اختير رئيساً للهند !!! ، لأن صواريخه وقنابله هددت المسلمين في باكستان ، وحققت التفوق والنصر العسكري للهندوس عليهم ، وحاصرت مسلمي الهند وأطلقت يد متطرفي الهندوس فيهم قتلاً وتشريداً ومذلة ومهانة .

وصل " عبد الكلام " إلى الرئاسة بعد مقتل ما لا يقل عن عشرة آلاف مسلم على أيدي المتطرفين الهندوس في ولاية " كوجرات الغربية " ، وكان وجوده في الرئاسة هو من أجل استخدام اسمه كغطاء لتلك الجريمة الشنعاء ، وغطاء للحزب اليميني الحاكم ، ومن خلاله مرر حزب " بهاراتيا جاناتا " سياسته العدائية والعنصرية ضد المسلمين ، وحقق أهداف حزب " بهاراتيا جاناتا " ، فمنصب الرئيس في الهند لا يتعدى كونه منصباً تشريعياً وفخرياً خالياً من الصلاحيات والنفوذ .

خاطب " عبد الكلام " الكشميرين ـ في عيد الاستقلال ـ فخيب آمالهم قائلاً : ( إن كشمير جزء لا يتجزأ من الهند وأنها ليست مسألة دولية ) ، جاء ذلك في خطابه بمناسبة الذكرى الخامسة والخمسين لاستقلال الهند .

وقال أيضاً : ( أريد أن أكرر أن كشــــــمير الواقعة تحت الإشراف الهندي هي جزء لا يتجزأ من الهند ) ... 
فخيب " عبد الكلام " آمال المسلمين في كشمير وحركتهم الإنفصالية التى بدأت عام 1989 م ، فهو لم يكرر سوى أقوال الحزب اليميني الهندوسي الحاكم ، وزاد عليه أنه قضى على أي أمل في التفاوض من أجل إنهاء هذه المشـــكلة ، وقتلت القوات الهندية أكثر من مائة ألف كشميري " مسلم " خلال سنوات الصراع المسلح ـ حسب السلطات الهندية ـ وضعف هذا العدد بحسب المصادر الكشميرية .. 

هذا بعض ما قدمه " المسلم المصلي " ـ كما يصفه " عائض القرني " ـ لأمته ولدينه ولإخوانه وأهله !!! .
الرد باقتباس

الأحد، 23 يناير 2011

دفاع عن الشيخ أحمد ديدات رحمه الله ... لم يكن قاديانيا حاشاه رحمه الله


دفاع عن الشيخ أحمد ديدات رحمه الله
أود أن أطمئن بخصوص الداعية " أحمد ديدات " يرحمه الله ، حيث علت أصوات تتهمه بأنه كان من طائفة الأحمدية والتي مقرها الرئيس باكستان ، ويستشهدون بما قد يورده الشيخ أحيانا في مناظراته من النظرية التي تقول بأن المسيح صلب ولكنه لم يمت على الصليب ، وإنما أغمي عليه فحسب ، ولكنه مات بعد ذلك في حادث عرضي ثم رفعت روحه إلى السماء .
أود أن أعرف ما هي وجهة نظر الداعية المعروف " أحمد ديدات " ؟ وهل تلك الاتهامات صحيحة ؟ حيث إني من محبي الشيخ عليه رحمة الله ، وأتابع بشغف مناظراته ، ومؤلفاته ، ولكم جزيل الشكر .




الحمد لله
أولاً:
ولد الشيخ أحمد حسين ديدات في مدينة " سيرات " بالهند عام 1918 م , وقد هاجر والده إلى دولة " جنوب أفريقيا " بعد وقت قصير من ولادته ، وعندما بلغ تسع سنوات ماتت والدته ، فلحق بأبيه إلى جنوب أفريقيا حيث عاش هناك بقية عمره .
وفي جنوب أفريقيا خرج الشيخ أحمد ديدات إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 م بقاعة ألبرت هول في " بريطانيا " ، وقد ناظر كبار رجال الدين النصراني أمثال : كلارك –، وجيمي سواجارت ، وأنيس شروش ، وغيرهم ، وقد انتفع بها المسلمون فثبت اعتقادهم بالإسلام والقرآن ، وعرفوا التحريف والكذب في الأديان المحرفة ، كما انتفع بها بعض من منَّ الله عليه بالهداية من النصارى .
وفي يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005 م توفي الداعية والشيخ المجاهد أحمد ديدات ، وقد لاقى ربَّه عن عمر يناهز ( 87 ) عاماً بمنزله في منطقة " فيرولام " بإقليم " كوازولو ناتال " بجنوب إفريقية بعد صراع طويل مع المرض .
ثانياً :
وأما اعتقاد المسلمين في المسيح عليه السلام : فهو اعتقاد دليله الكتاب والسنَّة ، فالمسيح عيسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل ، ويعتقد المسلمون بأن عيسى عليه السلام رفعه الله تعالى إلى السماء حياً ، وأنه لم يصلب ولم يُقتل ، وأنه باقٍ حيّاً فيها إلى قرب قيام الساعة ، وأنه سينزل إلى الأرض فيقتل الدجال ، ويكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويحكم بالشريعة الإسلامية ، ثم يموت – عليه السلام – كسائر البشر .
قال الإمام أبو محمد عبد الحق بن عطية - رحمه الله - :
وأجمعت الأمة على ما تضمنه الحديث المتواتر من أن عيسى عليه السلام في السماء حي ، وأنه ينزل في آخر الزمان فيقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويقتل الدجال ، ويفيض العدل ، ويظهر هذه الملة - ملة محمد - ويحج البيت ويعتمر ، ......ثم يميته الله تعالى .
" المحرر الوجيز " ( 3 / 143 ) .
ويقول السفاريني – رحمه الله - :
فقد أجمعت الأمة على نزوله ، ولم يخالف فيه أحد من أهل الشريعة ، وإنما أنكر ذلك الفلاسفة والملاحدة ممن لا يعتد بخلافه ، وقد انعقد إجماع الأمة على أنه ينزل ، ويحكم بهذه الشريعة المحمدية ، وليس ينزل بشريعة مستقلة عند نزوله من السماء .
" لوامع الأنوار البهية " ( 2 / 94 ، 95 ) .
ثالثاً :
القاديانية حركة نشأت سنة 1900 م بتخطيط من الاستعمار الإنجليزي في القارة الهندية ، بهدف إبعاد المسلمين عن دينهم وعن فريضة الجهاد بشكل خاص .
ويعتقد القاديانية أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي مستمرة ، والله يرسل الرسول حسب الضرورة ، وأن " غلام أحمد " – مؤسس القاديانية ولد عام 1839 م ، وتوفي عام 1908 م - هو أفضل الأنبياء جميعا !!
ويعتقدون أن جبريل كان ينزل على " غلام أحمد " ، وأنه كان يوحى إليه ، وأن إلهاماته كالقرآن .
وانظر تفصيل اعتقادهم وبيان كفرهم في جواب السؤال رقم ( 4060 ) .
رابعاً :
أما قول الأحمدية - القاديانية – في المسيح عليه السلام : فهو أنهم يعتقدون أن المسيح عليه السلام صُلِب ولم يمت على الصّليب ، لكنه أُغمِي عليه ، ودُفن ، ثم هرب من قبره إلى " كشمير " ! ومات هناك ميتة طبيعية ، وقبره هناك موجود .
وهم يؤولون الرفع على أنه مجازي لا حقيقي , أي : رفع المكانة والمنزلة لا رفع البدن .
وقد جاء اعتقادهم هذا في رسالتين لهم الأولى بعنوان : " المسيح الناصري في الهند " ، وهي من تأليف ميرزا غلام أحمد نفسه ، والثانية بعنوان " وفاة المسيح ابن مريم والمراد من نزوله " ، وهي من نشر " الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية " ، وقد وضعوا على غلافها صورة مزعومة لقبر عيسى عليه السلام في " سري نغر " بكشمير الهند .
وقد قالوا في ( ص 2 ) : إن عيسى عليه السلام لم يُرفع حيّاً ، ولم يُلق شبهه على أحد ، وإنما عُلق على الصليب بضع ساعات ، ولما أُنزل كان في حالة إغماء شديد حتى خُيل إليهم أنه قد مات ، ثم بعد واقعة الصلب هاجر من فلسطين إلى البلاد الشرقية : العراق ، وإيران ، وأفغانستان ، وكشمير ، والهند ، وعاش عشرين ومائة سنة .
وقد ادعى ميرزا غلام أحمد القادياني كذباً وزوراً بأن الله أوحى له بهذا التفسير ، وهو قول بعض النصارى من قبله ، والظاهر أنه سرق الفكرة منهم .
وغرض القاديانية من نشر هذا الاعتقاد في المسيح عيسى عليه السلام : تسهيل ادعاء أن الأحاديث الواردة في نزول المسيح وخروج المهدي آخر الزمان هي في خروج القادياني الكذاب ميرزا غلام أحمد .
وقد صرحت الرسالة المشار إليها بذلك إذ جاء فيها ( ص 6 ) :
فالمراد من نزول عيسى ابن مريم : بعثة رجل آخر من أمة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، يشبه عيسى ابن مريم في صفاته وأعماله وحالاته ، وقد ظهر هذا الموعود في قاديان الهند باسم : ميرزا غلام أحمد ... إماماً مهديّاً ، وجعله الله مثيل المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ، فكان هو المسيح الموعود ، والإمام المهدي للأمة المحمدية الذي وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعثته قائلا: ( لا المهدي – كذا ، والصواب : مهدي - إلا عيسى ) ابن ماجه، كتاب الفتن . انتهى .
وفي اعتقاد المسلمين : أن عيسى عليه السلام نبي مرسل ، وأن المهدي مسلم مصلح لا نبي ولا رسول ، وأن خروج المهدي من علامات الساعة الصغرى ، ونزول عيسى عليه السلام من علامات الساعة الكبرى ، وبينهما فرق لا يخفى على أحدٍ .
والحديث الذي استدلوا به : ( لا مهدي إلا عيسى ) لا يصح ، بل هو حديث منكر ، حكم بنكارته جمع من الأئمة ، منهم النسائي والذهبي والألباني، وضعفه الحاكم والبيهقي والقرطبي وابن تيمية ، بل حكم بوضعه الصغاني .
وانظر : " منهاج السنة " ( 8 / 256 ) ، و " الصواعق المحرقة " للهيتمي ( 2 / 476 ) ، و " السلسلة الضعيفة " ( 77 ) .
خامساً :
وأما أن الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله – كان يقول بقول القاديانية : فهذا أبعد ما يكون عن الحق ، وهو محض افتراء على الشيخ ، وذلك من وجوه كثيرة :
1. مناظرات الشيخ وكتبه ومقالاته أكثر من أن تحصى ، وليس فيها دعوة للدين القادياني ولا ثناء على زعيمه ولا أتباعه ، ولو كان على طريقتهم لم تخلُ كتبه من ذلك .
2. والقاديانية ألغت الجهاد من دينها ، فمن دعا إلى مثل ما دعا إليه القاديانيون فهو منهم ، وحاشا الشيخ أحمد ديدات أن يكون واحداً منهم ، بل كان ينادي بالجهاد ، ويرى أن السيف والقرآن هما سبيل عزة هذه الأمة .
قال الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله - :
سلاحنا الوحيد في مواجهة هذا الخطر الداهم المفزع المروع المسمى بالتبشير : هو القرآن ، وحمل السيف في سبيل الله لمواجهة هذا الخطر الداهم ، إنها مقولة مصيرية بين الإيمان والإلحاد , بين الإسلام وقوى الطغيان , بين العدل والجور , بين النور والظلمات , بين الحق والضلال , فلا ينفع ولا يجدي في هذه المعركة إلا السيف والقرآن يتعانقان حتى يقيم السيف ما تُرك من القرآن ، ويسود الإسلامُ العالمَ أجمع ، ويعود المسلمون إلى رشدهم لمواجهة هذا الخطر الكامن في الصليبية والصهيونية العالمية .
" حوار مع مبشر " ( ص 30 ) المختار الإسلامي .
3. لا ترى القاديانية الصلاة والصوم والحج على ما جاءت به شريعتنا ، بل لها عندهم معانٍ أُخر ، كما أنهم يرون أن كل من ليس قاديانيا فهو كافر ، ولا يبيحون للقادياني أن يتزوج من غيرهم ، كما أنهم يبيحون الخمر والمسكرات ، فهل كان الشيخ أحمد ديدات على مثل ما كان عليه أولئك الكفار ؟ اللهم لا .
أ. فالشيخ له كتاب نافع بعنوان " مفهوم العبادة في الإسلام " طبعة " المختار الإسلامي " ، وقد ذكر فيه ما يتعلق بعبادات المسلم من صلاة وزكاة وصيام وحج , بآيات وأحاديث ، تدل على سعة علمه ، وعلى حسن اعتقاده .
ب. وقد كان الشيخ متزوجاً من امرأة مسلمة فاضلة ، تخدم الإسلام ، وتعينه على الدعوة إلى الله ، وهي الأخت " حواء " , ولو صحَّ ما نسب للشيخ من كونه قاديانيا لكان متزوجاً من كافرة ، وهو لا يجوز عندهم ، بل يراه بعضهم كفراً .
ج. وأما بالنسبة لحرمة الخمر والمخدرات : فالشيخ له كتاب نافع قوي ، وهو بعنوان " الخمر بين المسيحية والإسلام " وقد نصر فيه الإسلام وأحكامه بنقله لتحريم الخمر والمسكرات من الكتاب والسنَّة .
ومما جاء في الكتاب :
" الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي يحرم المسكرات بالكامل , وقد قال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ( ما أسكر كثيره فقليله حرام ) , فلا يوجد عذر في دار الإسلام لمن يرشف رشفة ، أو يتناول جرعة من أي شراب مسكر , إن القرآن الكريم - كتاب الحق - حرم بأشد العبارات ليس فقط الخمر وما تجلبه من شرور : بل إنه حرم الميسر " القمار " و " الأنصاب " - التي كانوا يذبحون عندها - و " الأزلام " - التي كانوا يقتسمون بها - ، أي : أنه حرم الخمر ، وعبادة الأوثان والأصنام ، والعرافة - أو معرفة البخت - ، وقراءة الطالع في آية واحدة , قال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ) المائدة/90 .. .
إن هذا التوجيه الصريح البسيط قد جعل من الأمة الإسلامية أكبر تجمع من الممتنعين امتناعاً تامّاً عن المسكرات في العالم " .
" الخمر بين المسيحية والإسلام " ( ص 18 ) طبعة " المختار الإسلامي " .
4. ويعتقد القاديانيون بموت المسيح عليه السلام بعد أن صُلب بمدة ، وهم يعتقدون أن الميرزا غلام أحمد هو المسيح وهو المهدي – كما سبق - ، فهل كان الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله – على هذه العقيدة ؟ اللهم لا .
وهذا سؤال وجِّه للشيخ من رجل قادياني حول ختم الرسالة بمحمد صلى الله عليه وسلم ، وعقيدة القاديانية ، ولنقرأ ماذا قال الشيخ – رحمه الله - :
لأخ يسأل هل أؤمن بأنّ نبيّنا الكريم محمَّداً صلّى اللّه عليه وسلّم خاتم النّبيّين ؟ هل هو آخر الأنبياء وخاتم الأنبياء ؟ أقول : نعم , لكنّ القاديانية يقولون بأنّ المسيح يعود في آخر الزّمان , ولذلك فإنّ محمَّداً ليس خاتم الأنبياء , هذا هو السّؤال ؟ فكيف نجيب ؟ .
إنّ الذي أخذ لقب خاتم الأنبياء لا يمكن أن يُنزَع هذا اللّقب منه أبداً , فلو أنّني قلتُ إنّني سأعطي لآخر مائة رجل هديّةً , فيأتي الواحد تلو الآخر , ثمّ يأتي آخر رجل ويأخذ هديّته وجائزته , الآن عندما يرجع أحد الرّجال مرّة أخرى بعد أن يأخذ الأخير جائزته : فإنّه لا يمكنه أن يأخذها منه .
نبيّنا محمّد صلّى عليه وسلّم أخذ لقبه , وهو آخر الأنبياء ، وخاتم المرسلين , والقرآن آخر الكتب المنزّلة من عند اللّه , لا نحتاج أيّ إضافة , فلا نحتاج رسولاً آخر , ولا نحتاج كتاباً آخر , ذاك الرّجل – وهو السائل القادياني - لأنّه يريد أن يجعل صاحبه " ميرزا غلام أحمد " هو المسيح في رجوعه الثّاني : فلهذا السّبب كلّ هذا يثار الآن , يريد أن يربط ميرزا غلام أحمد مع ديدات !! من أجل أن يأخذ مكانة المسيح عليه السّلام في عودته الثّانية , من أجل أن يعتبر " ميرزا غلام أحمد " هو المسيح عليه السّلام , فلذلك يريد أن يقتل المسيح - أي : يقول بأنه قد مات - , ويريد أن يثير كلّ هذا , الآن ماذا يريد من كلّ هذا ؟ إذا أردتَ أن تعمل من أجل الإسلام , حسنًا , انظر ، النّصارى حولك بالملايين ، لكنّ الظّاهر أنّه ليس مهتمًّا بالنّصارى , هو مهتمّ بكم أنتم – أي : بالمسلمين - , إذا أردت أن تمارس الدّعوة : اذهب ومارس الدّعوة على اليهود والنّصارى والهندوس , إنّهم بالملايين حول العالم , لماذا تريد فتح صراع معي ؟ إنّني مسلم ، أؤمن باللّه ، وبرسوله ، وبالقرآن الكريم , إنّك تضيّع وقتك معي .
" محاضرة في مسجد جامعة " ألقاها خلال زيارته إلى كينيا سنة 1993 م .
5. ومما يؤكد ما قلناه من نفي اتهام الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله – بالقاديانية : كتابته لشهادة يثبت فيها إسلامه ، ويكفِّر فيها الميرزا غلام أحمد القادياني ، بل ويكفِّر أتباعه ، وينفي فيه توزيعه أو توزيع مركزه لبعض تفاسيرهم .
فقد راجت إشاعات في بلده - جنوب إفريقيا - بأنه قادياني ، وأنه كان يوزع تفسير القرآن للمدعو " محمد أسد " ، مما اضطر الشيخ أحمد ديدات أن يصدر توضيحاً حول هذا الأمر بتاريخ 23 / 7 / 1987 م أكد فيه تكفيره لميرزا غلام أحمد القادياني ، كما أعلن تكفيره لكل أتباعه .
وهنا تجدون صورة البراءة من القاديانية وتكفير زعيمها وأتباعه :
http://www.ahmed-deedat.net/Files/Articles/Website/B01.jpg 
وهذا نص ترجمتها :
مركز الدعوة الإسلامي العالمي
إشهار
أنا " أحمد حسين ديدات " , رئيس مجلس الدعوة الإسلامية , أشهد هنا أمام الله , وأنا في كامل الأهلية التامة لشهادة أن لا اله الا الله , محمد رسول الله .
إنني أومن أن محمَّداً صلى الله عليه وسلم هو النبي والرسول الخاتم ، وأنه لا نبي ولا رسول بعده .
إنني أومن أن ميرزا غلام أحمد القاديانى ما هو إلا دجال كافر .
إنني أومن أن أولئك الذين يقبلونه كنبي أو رسول أو مجدد أو حتى إنه رجل عظيم : أنهم كافرون وخارجون عن حظيرة الإسلام .
إن كتابي " crucifixion or crucifiction " يحوي كلمة أخيرة ( الخاتمة ) توضح موقفي فيما أعتقده من عودة المسيح مرة ثانية .
إن مركز الدعوة الإسلامية لم ينشر - مطلقًا - ولم يوزع ولم يبع أو يشجع على بيع ترجمة محمد أسد لمعاني القرآن الكريم .
أسأل الله أن يحمينا من مروجي الإشاعات المتاجرين ، ومن يعضون من الخلف ومروجي الفساد .
أحمد ديدات .
وما سبق يؤكد أن اتهام الشيخ أحمد ديدات بالقاديانية لم يأتِ إلا من كافر أراد تشويه دين الشيخ وصد الناس عنه بعد أن نجح بإدخال الآلاف في الإسلام ، أو من حاسد ساءه ما رأى من تعظيم الناس – خاصتهم وعامتهم – للشيخ ، أو من جاهل قرأ أو سمع شيئا من كلام الشيخ – رحمه الله – وأساء الفهم وغلَّب سوء الظن على حسنه .
سادساً :
ما هو موقف الشيخ أحمد ديدات من صلب المسيح عليه السلام وقتله ؟.
مما لا شك فيه عندنا أن الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله - ينفي الصلب والقتل معاً عن المسيح عليه السلام ، ولا يتجاوز ما جاء في قوله تعالى : ( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ) النساء/ من الآية 157 .
أ. قال الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله - :
لا أتوقع أن يسألني أي شخص عن عقيدتي كمسلم فيما يتعلق بموضوع الصلب ، عقيدتي هي عقيدة القرآن كما وردت بدقة في الآية 157 من سورة النساء .
" مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء " ( ص 88 ) دار الفضيلة .
ويجب أن ننبه إلى أن المدعو " على الجوهري " هو مترجم الكتاب السابق – وغيره كذلك – وهو يرى نظرية " الإغماء " التي يقول بها القاديانيون ، ويدافع عنها بشدة في تعليقاته على الكتاب ، بل ويعيب على المسلمين عدم تبنيها ، ويراها غير مخالفة لما جاء في القرآن !
ب. وقال الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله - :
فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه ، ولكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك ، فقد ظنوا أنهم فعلوا ولكنهم لم يصلبوا ولم يقتلوا المسيح .. لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه ، هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح وقتله ، هي أنهم لم يقتلوه ، ولكن هذا ما ظنوه في عقولهم أنهم فعلوه .
" عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ " ( ص 112 ) ترجمة محمد مختار .
ج. وقال – رحمه الله - :
إن الذي صُلب هو شخص آخر يشبهه ، أما إنجيل " برنابا " فيؤيد النظرية التي تقول إن شخصاً آخر قتل محله على الصليب ، وهذا يتفق مع وجهة نظرنا نحن المسلمين ، فهنا الشبهة التي حصلت بقتلهم شخصاً آخر يشبهه .
" عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ " ( ص 138 ) .
والقاديانيون يرون أن المسيح عليه السلام صُلب ، بينما نجد النص في كتاب الله تعالى على نفيه ، وهو ما يقول به الشيخ أحمد ديدات ، وهو إن كان يخالفهم في الصلب فكيف سيوافقهم في الموت أو القتل ؟! .
د. وفي بداية مناظرة الشيخ – رحمه الله - مع " فلويد كلارك " والتي كانت بعنوان " هل صلب المسيح ؟ " بيَّن الشيخ عقيدته الصحيحة في المسيح عليه السلام بذكر الآيات من سورة النساء ، ثم أخذ في استخدام أدلتهم ليقيم الحجة عليهم في بطلان عقيدتهم .
ومما جاء في تلك المناظرة قوله :
" بالنسبة للمسلمين : فإن الأمر محسوم ، إن المسيح لم يُقتل ولم يُصلب ، فهي نقطة لا يختلف عليها المسلمون ، وإن المسيحيين يتبعون الظن ، وما قتلوه يقيناً .
وقال :
سنثبت أن المسيح عليه السلام لم يمت على الصليب كما يدعى النصارى لأنه لم يصلب أصلا , و ذلك من خلال كتبهم تماشياً مع قول الله تعالى : ( قل هاتوا برهانكم ) .
وقال :
ومهما يكن : فهو لم يُقتل ولم يُصلب , وذلك وفقاً لكتاب الله .
هـ. وفي بداية مناظرته - رحمه الله - مع " روبرت دوجلاس " والتي كانت بعنوان " صلب المسيح حقيقة أم خيال ؟ " بيَّن الشيخ - رحمه الله – اعتقاده وفق القرآن الكريم .
و. وقال – رحمه الله - :
وهذا يعني أن هؤلاء القوم – أي : اليهود - اعتقدوا أن عيسى كان مدعيّاً للنبوة ، وأنهم قتلوه ، وتخلصوا منه , ولكن الله سبحانه وتعالى بيَّن لهم أنهم ما قتلوه ، وما صلبوه ، ولكن شبِّه لهم , فهم لم يقتلوه ولم يصلبوه ولكن بدا لهم كأنهم فعلوا ذلك , فقد ظنوا أنهم فعلوا ذلك , ولكنهم لم يصلبوا ولم يقتلوا المسيح ... .
وقال :
( وما قتلوه يقينا ) لأنه من المؤكد أنهم لم يقتلوه ، هذا هو مفهوم المسلمين لشبهة صلب المسيح وقتله ، وهي أنهم لم يصلبوه ، ولم يقتلوه ، ولكن هذا ما ظنوا في عقولهم أنهم فعلوه ، وهم لم يفعلوا ذلك ، هذا ما نؤمن به نحن المسلمين .
" هل عيسى إله أم بشر أم أسطورة " ( ص 111 ، 112 ) طبعة " المختار الإسلامي " .
ز. وقال – رحمه الله - :
وهو قوله تعالى ( بل رفعه الله إليه ) ، وهذا يعنى أن المسيح عيسى عليه السلام لم يذق الموت بل رفعه الله إليه ، وأنا أؤمن بعودة المسيح عيسى عليه السلام قبل يوم القيامة .
" هل عيسى إله أم بشر أم أسطورة ؟ " ( ص 118 ) طبعة " المختار الإسلامي " ص 118 .
والخلاصة :
أنه لا يستغرب اتهام الشيخ أحمد ديدات – رحمه الله – من الكفار بأنه قادياني ، وهو الذي يرى كفرهم كلهم ، لكن المستغرب أن يأتي حاسد أو جاهل فيأخذ بعض كلام الشيخ ويحمله على أسوء المحامل ، وفي أحسن صور ذلك الكلام أنه يكون من المتشابه ، وقد نقلنا كثيراً من كلامه المحكم فيما يتعلق بدينه ، وموقفه من القاديانية ، واعتقاده في صلب المسيح عليه السلام ، فكل من يأتي بكلام خلاف هذا فليتق الله تعالى ، وليعلم أنه متشابه ، فليحمله على المحكم ، أو لينتبه فقد يكون الشيخ – رحمه الله – قاله على سبيل التنزل مع الخصم ، أو كان يريد محاججة القوم بما عندهم من اعتقاد ليلزمهم به .
ونسأل الله تعالى أن يرحم الشيخ أحمد ديدات ، وأن يُكرمه ، ويعلي منزلته .
والله أعلم .


الإسلام سؤال وجواب