الخميس، 14 أكتوبر 2010

الجاحظ

قال الإمام ابن قتيبة ـ رحمه الله ـ
 :


"
 ثم نصير الى الجاحظ وهو آخر المتكلمين والمعاير على المتقدمين وأحسنهم للحجة استثارة وأشدهم تلطفا لتعظيم الصغير حتى يعظم وتصغير العظيم حتى يصغر 

ويبلغ به الاقتدار إلى أن يعمل الشيء ونقيضه ويحتج لفضل السودان على البيضان 

وتجده يحتج مرة للعثمانية على الرافضة ومرة للزيدية على العثمانية وأهل السنة 

ومرة يفضل عليا رضي الله عنه ومرة يؤخره 

ويقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويتبعه قال الجماز وقال إسماعيل بن غزوان كذا وكذا من الفواحش 

ويجل رسول الله صلى الله عليه و سلم عن أن يذكر في كتاب ذكرا فيه فكيف في ورقة أو بعد سطر وسطرين 

ويعمل كتاب يذكر فيه حجج النصارى على المسلمين فإذا صار إلى الرد عليهم تجوز في الحجة كأنه إنما أراد تنبيههم على مالا يعرفون وتشكيك الضعفة من المسلمين 

وتجده يقصد في كتبه للمضاحيك والعبث يريد بذلك استمالة الأحداث وشراب النبيذ 

ويستهزئ من الحديث استهزاء لا يخفى على أهل العلم كذكره كبد الحوت وقرن الشيطان وذكر الحجر الأسود وأنه كان أبيض فسوده المشركون وقد كان يجب أن يبيضه المسلمون حين أسلموا 

ويذكر الصحيفة التي كان فيها المنزل في الرضاع تحت سرير عائشة فأكلتها الشاة وأشياء من أحاديث أهل الكتاب في تنادم الديك والغراب ودفن الهدهد أمه في رأسه وتسبيح الضفدع وطوق الحمامة وأشباه هذا مما سنذكره فيما بعد إن شاء الله 

وهو مع هذا من أكذب الأمة وأوضعهم لحديث وأنصرهم لباطل 

ومن علم رحمك الله أن كلامه من عمله قل إلا فيما ينفعه 

ومن أيقن أنه مسئول عما ألف وعما كتب لم يعمل الشيء وضده ولم يستفرغ مجهوده في تثبيت الباطل عنده 

وأنشدني الرياشي :

ولا تكتب بخطك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه
"

راجع كتابه القيم : تأويل مختلف الحديث، ص59




قراءة وانتقاء:

أبوعبدالرحمن
05ذو القعدة 1431

ليست هناك تعليقات: